الصفحة الرئيسية  ثقافة

ثقافة مسرحية «دراما ـ عائشـة والشيطـان» تعـيـد للمسرح شموخـه.. وهـذا ما كتبتـه الصحافة

نشر في  23 أوت 2017  (12:20)

«عائشة والشيطان»: سينوغرافيا فرجوية واحتفالية قوامها المتعة والفائدة

من النكت الشعبية المصرية المأثورة، انّ عبد الناصر ذهب لأداء فريضة الحج، والتقط سبعة أحجار ليرجم بها الشيطان، لكنه ألقى بست فقط واحتفظ بالحجر السابع. وعندما سئل عن السبب: قال:«مفيش داعي نقطع كل الخيوط مع الشيطان، يمكن نحتاجه».
وكأن الكاتب والصحفي والمثقف اللامع المنصف بن مراد يؤكّد هذا الاحتياج في الميدان الثقافي، وتحديدا في الفن الرابع، بإقحام هذا اللعين وان كان افتراضيا كعنصر أساسي في مسرحيته «عائشة والشيطان». وعلى عكس ما يوحي به موضوعها، وهو «الصّراع بين الفكر الحر والظلامية»، فانّ المسرحية تستأنس بالهزل الشعبي، والسخرية في وصف الواقع، كما هو معهود لدينا، وكما تبرزه النكت المصرية والتونسية والعربية عامّة والمحبوبة لدى شعوبنا. وهذه المرتكزات حاضرة ضمنيا في روح نص المسرحية، والذي ليس فيه نيل من القيم الدّينية أو الأخلاقية، إذ هو جزء من الثقافة العامة المنتشرة في البلاد، وممارسة لحريات الفكر والابداع والخيال الشعبي، والهادفة الى «تعرية الواقع قصد تشخيص عيوبه وإيجاد الحلول المناسبة له».
كما انّ المسرحية، رغم عمق وجدّية موضوعها، تتجاوز المعنى الدرامي الضيق، اذ خيمت عليها أيضا مسحة كوميدية، فكانت تجمع بين الجد والهزل من خلال النص الممتاز لمؤلفها، ومن خلال لمسات مخرجها المسرحي القدير محمد كوكة، ومن خلال أداء ممثّلين بارزين على غرار دليلة المفتاحي وفؤاد ليتيم ووحيدة الدريدي وصلاح مصدق وليلى الشابي ومحمد قريع وكل من صعدوا على الركح وجنود الخفاء الذين يستحقون الثناء والتقدير كذلك.
انّ هذه «المسرحيّة الفرجويّة» كما نعتها مؤلفها، تندرج فيما يسمى بـ«الاحتفالية المسرحية» التي وقع تعريفها كـ«نظرية درامية وفلسفية تعتبر المسرح حفلا واحتفالا وتواصلا شعبيا ووجدانيا بين الذوات، وحفرا في الذاكرة الشعبية، وانفتاحا على التراث الانساني، وبناء مركبا من اللغات والفنون السينغوارفية، التي تهدف الى تقديم فرجة احتفالية، قوامها المتعة والفائدة، عبر تكسير الجدار الرابع الذي يفصل الممثلين المحتفلين عن الجمهور المحتفل بدوره»...
وبالفعل انّ هذا العرض يمثل حدثا مسرحيا متميزا لتناوله قضية جدية بل مصيرية من زاوية طريفة وبأسلوب مرح وفرجوي وبكل ذكاء، والشيء من مأتاه لا يستغرب. هذه القضية التي والحق يقال، مازالت تطفو من حين الى آخر على السطح، مما يؤكد مقولة ان الشيطان يكمن في التفاصيل، والتي مازالت سترافقنا، وانّ للعمل المسرحي دور هاما لتنسيب أهمّيتها، ودرء مخاطر استعمالاتها. فهل سعى بن مراد على عكس عبد الناصر لرمي الحجر السابع، قطعا لكل الخيوط مع الشيطان، ام هي ليست الا توارد خواطر بينهما وعن بعد في المكان والزمان والغاية؟ ان هذه «السينوغرافيا» عودة واعدة «للمسرح الاحتفالي» في بلادنا، وهي قابلة لللتصدير وأعمال مسرحية كهذه جديرة بكل التشجيع والمساندة.

جريدة المغرب ـ بقلم: فاضل موسى

«دراما... عائشة والشيطان»
 عمل مسرحي ينبه من خطورة استعمال الدين لانتهاك الحريات

عندما تستعمل العقيدة في خارج سياقاتها وتستغلّ في التشريع للقتل وتكفير الناس ممّن يعارضون سياسات الحاكم وتضرب الحريات الفردية والجماعية وتحط من مكانة المرأة ودورها المجتمعي باسم الدين، يعمّ الخراب المدن والقرى ويصبح الواقع أشدّ قبحا مما كان عليه.
كانت هذه صيحة فزع أطلقها الإعلامي محمد منصف بن مراد في نصّ مسرحي حمل عنوان «دراما أو عائشة والشيطان» أخرجه محمد كوكة بمساعدة حافظ خليفة، وتمّ تقديم عرضه الأوّل على ركح المسرح الروماني بقرطاج في سهرة أمس الثلاثاء ضمن فعاليات الدورة الثالثة والخمسين لمهرجان قرطاج الدولي.
تروي أحداث المسرحية غطرسة سلطان اسمه «تاناتوس» يعتمد على الدين للمحافظة على ملكه وتركيع الناس، ويتلذّذ في تعذيب كل من يعارضه ويسفك الدماء، ولا يتوانى للحظة في تدمير مدن من أجل بقائه. فتقوم عائشة الزوجة الثانية للسلطان بالتحالف مع الشيطان من أجل القضاء على السلطان وإنهاء عرشه.
وات

مسرحية «عائشة والشيطان» في مهرجان قرطاج:من قال إن المسرح لا يجلب جمهورا ؟

بين «عائشة والشيطان» والواقع المعيش رابط متين.. عالم يتحكم فيه الظلاميون باسم الدين طمعا في الجنة وحور العين فيستبيحون الذبح والقتل وهتك الأعراض وبيع النساء في سوق الجواري ... هذا ما كشف عنه عرض «عائشة والشيطان» الذي احتضنه مسرح قرطاج يوم الثلاثاء 15 اوت 2017 .
احتضن المسرح الأثري بقرطاج ليلة الثلاثاء الماضي عرضا مسرحيا هو الثالث في الدورة الـ53 من مهرجان قرطاج الدولي وهوعمل مسرحي جديد يعرض لأول مرة على مسرح قرطاج « دراما اوعائشة والشيطان « نص لمحمد منصف بن مراد، اخراج محمد كوكة تمثيل قرابة الستين ممثلا مسرحيا من بينهم دليلة المفتاحي وليلى الشابي ووحيدة الدريدي واميمة المحرزي ونادر بلعيد وفؤاد ليتيم وصلاح مصدق وكمال العلاوي ومحمد قريع إضافة إلى ثلة من الممثلين الشبّان...
ولم يتخلف نجوم التمثيل التلفزي والمسرحي في تونس عن هذا العرض وحضروا بأعداد كبيرة على غرار منى نور الدين وتوفيق الجبالي ومحمد علي النهدي وخالد هويسة ونعيمة الجاني وزهير الرايس ولطيفة القفصي وعاطف بن حسين ولطفي بندقة وحاتم دربال وعبد العزيز المحرزي الذي تشارك ابنته اميمة المحرزي في هذا العمل وغيرهم من الوجوه الفنية في تونس العرض حضره ايضا جمهور كبير العدد وهوما يثبت تعطش جمهور قرطاج الى المسرح على خلاف ما يتم تداوله ان العروض المسرحية لا تجلب الجمهور .
حين تنتصر عائشة على الظلاميين
بين الظلمة والنور وبين الموت والحياة و الألم والأمل ... تنتقل عائشة والشيطان من فصل الى آخر ... تناسق في الألوان وانسجام في الحركة ... ديكورات مختلفة تتعانق فيها االأجساد وتتلاحم الأرواح لتلتق في مملكة يحكمها سلطان طاغ فاسد قانونه القتل والذبح وانتهاك الأعراض واستغلال النساء يعيش حياة شهريار الى ان تواجهه امرأة فتصده فتزداد رغبته الحيوانية لمعاشرتها وتصبح جارية لديه ...عالم مليء بالدماء تحكمه الرغبات والشهوات باسم الدين يقتلون النساء والأطفال وفي أسواق العبيد تباع القاصرات جواري لمن رأوا في انفسهم اسيادا ...مملكة فيها من السواد والقتامة ما يعكس عالم هذا اليوم الذي اراد الظلاميون ان يتحكموا فيه بارتكابهم هذه الجرائم الفظيعة ضد الحياة والإنسانية ... عائشة والشيطان عالجت ما حدث ومازال يحدث في البلاد العربية وفي تونس والعراق والشام وغيرها من هذه المناطق التي شهدت تحولا على اثر ما سمي بكذبة الربيع العربي قتل وجهاد في سبيل الله ...! وشباب يعبرون الحدود ليرفعوا السلاح في وجوه الأبرياء باسم الجهاد... ابن يقتل والدته ...وجهاد نكاح وعالم بلا قيم ولا اخلاق ... هكذا هي عائشة والشيطان انتهت بانتصار الخير على الشر عندما أصيب كل سكان المملكة بمرض الكوليرا لتنجو  عائشة التي تمثل الجانب الخيري في هذا العمل...
نجوى الحيدري ـ الشروق

ليلى الشابي تتحدث لـ«الصباح» عن مسرحية «دراما عائشة والشيطان»:
عمل مسرحي كلاسيكي متميز.. رسالة واضحة وعودة قوية لمحمد كوكة

«كان عرضا رائعا فاجأنا فيه الجمهور بالحضور الكثيف أولا، وبالتفاعل والإنصات الجيد ثانيا»: هكذا بدأت الممثلة ليلى الشابي حديثها لـ«الصباح» عن العرض الأول للعمل المسرحي الجديد للمخرج محمد كوكة والكاتب المنصف بن مراد «دراما: عائشة والشيطان» الذي قدم أول أمس الثلاثاء على ركح المسرح الأثري بقرطاج في اطار الدورة 53 لمهرجان قرطاج الدولي.
وأضافت انها سعدت كثيرا بذاك الجمهور لا من حيث عدده فقط وإنما أيضا بفهمه للمسرحية ولحسن متابعته لفصولها فقد ضحك عندما شاهد ما يدفع للضحك وسكت واستمع في صمت عندما تأزم الوضع على الركح وأصبحت الأمور درامية وقالت: «صحيح أنني أحب الضحك وأحب أن أرفّه على جمهور المسرح ولكنني لا أحب الأعمال التي لا تتضمن فكرة واضحة ورسالة». ورأت «دراما» وهو اسم الشخصية التي تؤديها في المسرحية أنّ الجمهور فهم رسالة النص الذي كتبه الاعلامي المنصف بن مراد وأبدع فيه بلغة عربية بسيطة تلذذها الجمهور وأحبها خاصة وقد تضمن بعض المفردات من الدارجة التونسية التي خففت من قتامة الموضوع وقسوته على النفس وذكرت ليلى بأنها لم تقدم باللغة العربية منذ عملها مع نورالدين المطماطي سنة 1993.
كما لاحظت ليلى الشابي أن الجمهور انبهر واحب اللباس التاريخي الجميل الذي لم يحدد زمنا معينا لتكون المسرحية صالحة لعصرنا وفي اي مكان على الأرض وفنتازيا الشخصيات والرقص والكوريغرافيا وتفاعل مع العدد الكبير للممثلين المعروفين على الساحة الفنية في تونس ومن بينهم نذكر مثلا محمد كوكة وفؤاد ليتيم ودليلة مفتاحي واميمة المحرزي ووحيدة الدريدي وصلاح مصدق وكمال العلاوي وليلى الشابي وسعيدة الحامي ومحمد حسين قريع...
وأكدت ضيفتنا أنّ هذا ليس بغريب عن الجمهور التونسي الذي يحب المسرح الكلاسيكي ويتفاعل معه ولكنّنا للاسف لا ننتجه بكثرة لانه مكلف ولان وزارة الثقافة لا تسند الدعم الذي يكفي لانتاجه.
العرض الأول لمسرحية «دراما: عائشة والشيطان» تابعه ولأول مرة عدد كبير من الممثلين والمخرجين والفنانين الذين ينتمون الى مدارس مسرحية مختلفة، ويمثلون أجيالا متعددة في المسرح التونسي إضافة إلى الكثير من التقنيين وكتاب النصوص وقد كان من بينهم من لم نتعود على حضوره لعرض زميل مهما كان اسمه وتألقه.. ومن بين من حضروا يمكن أن نذكر توفيق الجبالي وزينب فرحات ومنى نورالدين ورؤوف بن عمر ومحمد علي بن جمعة وكوثر الباردي وجلال الدين السعدي ومحمد الجبالي وعبد العزيز المحرزي وخالد خويسة ومحمد علي النهدي وعائشة عطية ونعيمة الجاني والصادق حلواس وفيصل الحضيري ومنال عبد القوي ولطيفة القفصي وزهير الرايس ولطفي بندقة وعاطف بن حسين ومدير أيام قرطاج المسرحية حاتم دربال وغيرهم...
عن الصباح: علياء بن نحيلة

«Drama» ou «Aïcha et le Diable»

Schizophrenia

La prestigieuse scène de Carthage a vécu mardi dernier un événement théâtral de taille qui a drainé un grand nombre d’hommes du 4e art, de la télévision, ainsi que des artistes de tous bords, mais aussi un public nombreux et averti.
«Drama» ou «Aïcha et le Diable», faisant partie de ce que son auteur, Moncef Ben Mrad, appelle «le théâtre populaire de qualité», engage une pléiade d’acteurs connus et reconnus, dont Dalila Meftahi, Foued Litaïem, Leïla Chebbi, Wahida Dridi, Slah Msaddek, Kamel Allaoui, Oumaima Mehrzi... et bien d’autres. La chorégraphie est signée Lotfi Bousedra.
Le «Royaume du mal»
Tout se passe dans un «royaume» imaginaire où règne un sultan sadique (Foued Litaïem) dont la cruauté n’a d’égal que ses désirs charnels inassouvis car sans limites... Il se dit investi d’une mission divine et applique ses lois selon ses propres fantasmes sans se soucier le moins du monde de la personne humaine. Il part souvent dans des hystéries folles, où l’alcool et le désir sexuel aveuglent sa vision du pouvoir absolu où seuls ses caprices le guident. Sa mère à la forte personnalité (Dalila Meftahi), le voyant épris de la jeune «Aïcha», le pousse dans un rapport œdipien à «consommer» toutes les femmes sans modération, mais de ne pas s’y attacher, lui rappelant que son seul amour à elle, c’est lui. Aïcha refuse de lui céder ; il en devient enragé et la veut coûte que coûte. Il finit par en faire sa «Jeria» soumise et prisonnière de ses fantasmes. Aucune femme n’a le droit de lui résister. Ce sont ses sujets à lui et il se permet tous les droits. Car Dieu l’a investi d’une mission. La désirant, la malmenant, il affirme que : «La femme ne pense qu’avec son corps» ! Et parce que cela pour lui est vrai, il ajoute : «Je les consomme, donc j’existe !»
Moncef Ben Mrad et Mohamed Kouka s’en donnent à cœur joie. Tout y passe et ce royaume imaginaire n’est, en fait, que le monde arabe dans le contexte d’un printemps affreusement raté, où pullulent les énergumènes étranges qui viennent au nom de l’islam piller, tuer, égorger, violer, et brandir le drapeau du droit religieux. Les femmes et les jeunes filles sont vendues aux enchères publiques contre une poignée de dollars ou quelques barils de pétrole. C’est un monde où la noire réalité est imposée par les obscurantistes qui pillent tout ce qui bouge sur terre et vivent déjà dans leur tête l’arrivée au paradis et les femmes qui les attendent et leur reviennent de plein droit comme une récompense à leur «jihad». Cette idée nourrie et embellie par leurs idéologues, qui nourrissent la culture de la mort et transforment un être humain en sanguinaire, trouve son paroxysme lorsque «Ali», l’Afghan, en arrive à tuer sa mère (Wahida Dridi) dans un sursaut terrible du public, une scène qui rappelle le dernier film de Ridha Behi, scène jouée par Hend Sabri.
L’auteur et son metteur en scène décident que tout cela existe bien et que malgré tout, rien n’est imaginaire dans cette pièce, alors ils décident de donner à cet enfer une fin positive et un espoir. Ainsi ce royaume du mal sera ravagé par le choléra et seule survivra Aïcha le symbole du bien, à l’image d’un arbre vert qui survit aux intempéries.... Et des mains d’un magicien sort une colombe blanche qui bat des ailes et s’envole dans les airs... L’espoir renaît de ses cendres et le bien l’emporte…
Intelligence humaine
et droit de penser
Moncef Ben Mrad et Mohamed Kouka sont deux êtres différents dans la vie et dans leur façon de penser. Ils se retrouvent «sur scène» du même côté pour défendre les principes communs de tout penseur patriote, épris de liberté et de dévouement pour la patrie. L’image du philosophe-poète mis en cage qui résiste à la souffrance et au châtiment des maîtres du pays est une réalité dans un monde arabe où le cerveau humain n’est pas autorisé à créer, à penser, à inventer, à éclairer le monde, à découvrir les bienfaits de la science, mais à se cantonner dans un isoloir de pensée unique, politique ou religieuse.
Ali Ouertani - La Presse